في أحضان مدينة مانشستر الإنجليزية، رأى زيدان عمار إقبال النور في 27 أبريل 2003، لأسرة تجمع بين التراث الباكستاني والعراقي.
فوالده، عمار إقبال، يحمل الجنسية الباكستانية، بينما والدته عراقية الأصل، التقيا في إنجلترا حيث أنجبا زيدان.
ينتمي زيدان إلى عائلة مشبعة بروح الرياضة، إذ يعمل والده مدربًا في كرة القدم الخماسية وحاصل على شهادة الفئة الثانية في التدريب، بينما مارس أخوه يحيى إقبال اللعبة في الجامعة دون الوصول إلى الاحتراف الكبير.
بفضل تشجيع والديه، انضم زيدان إلى أكاديمية نادي سيل يونايتد في سن الرابعة، حيث تلقى تدريبات أولية على أساسيات الكرة، ووضع المدربون موهبته في مركز لاعب الوسط، مستفيدين من رؤيته الحادة وقدرته الاستثنائية على الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط الشديد.
بطول يبلغ 181 سم ووزن 71 كجم، رسخ إقبال مكانه كلاعب وسط متعدد المهام، حتى اكتشفه كشافو مانشستر يونايتد في عام 2012، عندما كان في التاسعة من عمره، ليبدأ فصلًا جديدًا في مسيرته.
سرعان ما لفت إقبال الأنظار في أكاديمية «الشياطين الحمر» بفضل موهبته الفردية وإمكاناته الواعدة، ما أتاح له توقيع أول عقد احترافي رسمي في 2021.
وفي ديسمبر من العام نفسه، ظهر للمرة الأولى مع الفريق الأول أمام يونج بويز، محققًا إنجازًا تاريخيًا بأن يصبح أول لاعب عراقي يرتدي قميص مانشستر يونايتد.
قبل الصعود إلى الفريق الأول، برز إقبال مع فريق تحت 21 عامًا، حيث سجل ثلاثة أهداف وصنع واحدًا في 35 مباراة.
غير أن الفرص القليلة مع الفريق الكبير – محدودة بمشاركة واحدة فقط – جعلته يقضي معظم عام 2022 على مقاعد البدلاء، ما دفعه باتجاه تغيير جذري.
في عام 2023، أعلن إقبال رحيله عن مانشستر يونايتد باتفاق مع أوتريخت الهولندي، لينتقل في يونيو إليه بعقد يمتد أربعة أعوام، دون الكشف عن تفاصيل مالية رسمية.
هناك، وجد الفرصة التي طال انتظارها، ليصبح عنصرًا أساسيًا تدريجيًا، مشاركًا في 44 مباراة عبر المسابقات في الموسمين الأخيرين، وسجل هدفًا واحدًا حتى الآن.
في الموسم الجديد، أصبح إقبال ركيزة لا غنى عنها في تشكيلة أوتريخت، حيث خاض سبع مباريات الموسم الجاري قبل استدعاء الأسترالي جراهام أرنولد، مدرب المنتخب العراقي له للمشاركة في الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم 2026.
على الصعيد الدولي، كان بإمكان إقبال الاختيار بين تمثيل إنجلترا أو باكستان أو العراق، لكنه مال إلى أسود الرافدين بدعم من والدته، التي أكدت في مقابلات إعلامية عدة رغبتها في ربط ابنها بجذوره العراقية.
في مايو 2021، حصل على الجواز العراقي، وبدأ مشواره مع منتخب تحت 23 عامًا، ثم انضم إلى الأول في 2022 أثناء مواجهة إيران ضمن تصفيات كأس العالم.
منذ ذلك الحين، خاض إقبال 19 مباراة مع المنتخب الأول، سجل فيها هدفين، الأول ضد الفلبين، والثاني السبت في شباك إندونيسيا بملعب «الإنماء» في جدة، محققًا فوزًا غاليًا للعراق قبل المواجهة الحاسمة أمام الأخضر الثلاثاء في الملحق القاري المونديالي.