محمد البكيري
دروس الأهلي.. داخل وخارج الملعب
2025-08-27
الاستراتيجيات للموسم الكروي في أي نادي محترم عمليًا وتنظيميًا لا تبنى في الأمتار الأخيرة من فترة الانتقالات.
منذ نهاية الموسم المنصرم تكون الإدارة الرياضية قد وضعت أسسها، وعلى الإدارة تنفيذها.
لو أخذنا بعين الاعتبار أجود من عمل بشكل واضح الخطوات لصيف التعاقدات، فهو النادي الأهلي.
الذي أنهى الموسم الماضي بالتربع على قمة نخبة القارة، وبدأ الموسم بطلًا للسوبر السعودي، وهو الذي جاء بطلب من اتحاد اللعبة بعد انسحاب الهلال.
الأهلي الذي يعج بأمواج إدارية تتصادم بعضها ببعض ـ الجهاز الفني مع الإدارة التنفيذية من جهة، وصدام الإدارة غير الربحية مع الربحية، وعزل المدرب للاعبين بسور الجمهور عن كل هذه الضوضاء، وقدموا معًا موسمًا تاريخيًا.
بل كان أول فريق مكتمل اللاعبين يغادر إلى معسكره الإعدادي، الذي أكمل بقية مبارياته في «الصين»، وعاد متوجًا بالذهب، وهو بدون إدارة غير ربحية، وإدارة ربحية تعيد صياغة كوادرها! بربكم أليس هذا نموذجًا وإن امتلأ بالتناقضات المثالية للتفوق، إلا أن هناك من يستحق الاحترام والشكر على وقفة «الرجال» التي قام بها اللاعبون بقيادة الدولي محرز، والمدرب الألماني الشاب يايسله، الذي راهنت على نجاحه في عز الانتقادات التي كانت تقلل من جهوده، بل أراه حجر الزاوية في عودة إشعال قلعة الكؤوس لأضوائها مجددًا.
وذلك الجمهور بجنون العشق جعل نفسه سورًا وسندًا يتكئ عليه كيانه التسعيني في أحلك المواقف وأقسى المراحل في تاريخه، حتى عاد ووقف على قدميه صلبةً.
لا أنسى من علامات الجودة التي أظهرها الأهلي عندما قدمت إدارته التنفيذية الجديدة التزامًا قويًا وجريئًا وغير مسبوق: نحن ملتزمون هذا الصيف بالتوقيع مع 6 إلى 8 محترفين، محليين أو أجانب.
وغيره من الأندية رغم استقرار إدارتها التنفيذية، إلا أنها ظلت طوال الأيام الماضية تهش ذباب التخبط من فوق رأسها الذي انشغل عن مهامه وواجباته!