الطفل في كتاب المدينة.. رحلة ثقافية بين التعّلم والترفيه

يعيش الأطفال في معرض المدينة المنورة للكتاب 2025، لحظات مفعمة التعلم، عبر برنامج تقدّمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، ضمن فعاليات النسخة الرابعة من المعرض.
وحسبما أوضحته وكالة الأنباء السعودية، السبت، يشهد مسرح الطفل إقبالًا واسعًا من الفئة الناشئة، لما يوفره من تجارب ترفيهية، وتربوية مصممة لتعزيز القيَّم الثقافية والوجدانية لدى الصغار.
وتستمر فعاليات المعرض، منذ الـ02:00 ظهرًّا، وحتى 12:00 ليلًا، يوميًّا حتى الرابع من أغسطس الجاري، ويظل مسرح الطفل خلال هذه الفترة نقطة جذب، تبدأ من لحظة دخول «الحكواتي» بلباسه التراثي، وهو يروي قصص متنوعة، مستخدمًّا نبرة تمثيلية تشُّد الأطفال للحوار والمشاركة، وفور انتهاء القصة يُفتح باب النقاش حول معناها ورسائلها، ما يجعل التفاعل مثمرًّا على مستوى المتعة والفهم.
وفي تجربة أخرى بعنوان «نلعب ونستمتع»، يجد الأطفال أنفسهم أمام ساحة مفتوحة للألعاب الحركية والمسرحية، يشاركون فيها مع أصدقاء المسرح لحظات من المرح الممزوج بالتعاون والتجربة الحسيّة.
وتأتي مساحة «باب الجدة» لتمنح البعد الشعبي حضوره، وتظهر «الجدة» مجسدة أمام الأطفال، لتروي قصة مَثل شعبي في قالب سردي حي، غارسة في أذهانهم دروسًّا في الحكمة، وقيمًا عن احترام الكبار والتعلق بجذور المجتمع.
ولا تكتمل الرحلة دون المرور بمسرح الدمى، وتعود «الجدة» ذاتها لتقود الصغار إلى «صندوق الكنز» والمفاجأة أن الكنز الحقيقي ليس ذهبًّا ولا جواهر، بل هو العلم، بما يحمله من إمكانات لصناعة الإنسان، وفتح الآفاق أمام أحلامه وأفكاره.
وبهذا التنوع المدروس في المحتوى والأداء، تتحول تجربة الطفل في معرض المدينة للكتاب 2025 إلى رحلة وجدانية وتربوية، ترسخ مفاهيم التعاطف والانتماء والاحترام، وتبني علاقة جديدة بين الجيل الناشئ وموروثه الثقافي، في مشهد حي يتجاوز التلقين إلى المشاركة، وينقل الصغار من الفُرجة إلى الاكتشاف.