كلويفرت.. ساحر أبا عن جد

في سورينام، الدولة الواقعة في منطقة الكاريبي، المستعمرة الهولندية السابقة، برزت نخبة من لاعبي كرة القدم الذين أصبحوا رموزًا في المنتخب البرتقالي الأول لكرة القدم.
قدمت هذه البلاد نجومًا مثل رود خوليت، وفرانك ريكارد، وإدجار دافيدز، وكلارنس سيرفور، إضافة إلى كينيث كلويفرت، والد النجم الهولندي البارز باتريك كلويفرت، الذي يشغل حاليًا مدرب منتخب إندونيسيا.
قضى كينيث طفولته في سورينام، ولم يغادرها مهاجرًا إلى هولندا كما فعل معظم أقرانه، بل رسم مسيرة كروية أسطورية مع نادي روبن هود، ليُصبح واحدًا من أعظم نجومه على الإطلاق، حيث توج بلقب الدوري المحلي مرتين، وارتدى قميص المنتخب السورينامي في عدة مباريات دولية، دون أن يحصل على الجنسية الهولندية التي نالها معظم المواهب البارزة من هذه المنطقة النائية.
بعد تقاعده لاعبًا، هاجر كينيث إلى هولندا ليستقر هناك مع عائلته، متبعًا حياة بعيدة عن عالم كرة القدم، حيث تزوج من ليدوينا، التي تعود أصولها إلى كوراساو، وأنجب منها باتريك كلويفرت، أحد أبرز المهاجمين في تاريخ هولندا.
من كينيث إلى باتريك، الفتى الذي وُلد في أمستردام بهولندا، وتعلم فنون كرة القدم في شوارع المدينة قبل أن ينضم إلى أكاديمية أياكس للشباب في سن السابعة، بدعم كبير من والده الذي غرس فيه شغفًا باللعبة الساحرة.
على الرغم من أنه بدأ مسيرته مدافعًا، سرعان ما تحول باتريك إلى مهاجم في فريق الناشئين بأياكس، بفضل طول قامته وقوته الجسدية وذكائه التكتيكي داخل الملعب، ليصبح لاحقًا عنصرًا أساسيًا في الفريق الأول، حيث سجل 39 هدفًا في 70 مباراة رسمية.
كان باتريك «49 عامًا» جزءًا من جيل «التلاميذ» الذي قاده لويس فان جال في أياكس، محققًا لقب دوري أبطال أوروبا عام 1995، قبل أن ينتقل أعضاء هذا الجيل إلى أندية أوروبية عملاقة، ومنهم باتريك الذي بدأ في ميلان ثم انتقل إلى برشلونة عام 1998، حيث خلف إرثًا خالدًا.
في كاتالونيا، أحرز كلويفرت 90 هدفًا في 182 مباراة، وأسهم في الفوز بلقب الدوري الإسباني مع «البلاوجرانا»، قبل رحيله عام 2004 ليلعب مع نيوكاسل يونايتد ثم بي إس في أيندهوفن وفالنسيا، حتى اعتزاله الرسمي عام 2008 مع ليل الفرنسي.
باتريك تزوج من عارضة الأزياء أنجيلا فان هولتين، وأنجب أربعة أبناء، جميعهم احترفوا كرة القدم على خطى والدهم وجدهم، وأبرزهم جاستن كلويفرت، نجم بورنموث الإنجليزي وأحد أفضل الأجنحة الهجومية في الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي سبق له اللعب مع فالنسيا الإسباني وروما الإيطالي.
ليس جاستن الابن الوحيد البارز، إذ يلعب الأكبر كوينسي كلويفرت مع زيبورجيا الهولندي، بينما يمارس الابن الأوسط روبين كلويفرت مهنته مع ليون الفرنسي حاليًا.
أما شين كلويفرت، فهو الابن الأصغر في العائلة الكروية، الذي وُلد عام 2007 من زواج والده من روزانا ليما، واستقر في برشلونة منذ صغره مع والديه، لينضم إلى أكاديمية «لا ماسيا» للشباب، حيث أصبح اليوم أحد نجومها اللامعين.
ويشارك شين كلويفرت حاليًا مع برشلونة في بطولة دوري أبطال أوروبا للناشئين هذا الموسم، حيث قاد الفريق أخيرًا إلى فوز مثير على باريس سان جيرمان بنتيجة 2-1، بعد تسجيله هدفًا مذهلاً في شباك الخصم الفرنسي، مؤكدًا استمرارية ارتباط عائلة كلويفرت بكرة القدم أبًا عن جد.