بورجوس.. طبيب طرد رونالدو وورث مهنة والده

الرياض - إبراهيم الأنصاري 2025.08.20 | 01:45 pm

في بلباو، تتلاقى جذور الباسك العريقة وشغف كرة القدم، هناك برز اسم الحكم ريكاردو دي بورجوس بينجويتكسيا الذي أسندت إليه إدارة مواجهة القادسية والأهلي في نصف نهائي كأس السوبر السعودي، الأربعاء، وهو الذي لم يكتفِ بإكمال مسيرة عائلية عريقة في عالم التحكيم، بل نسج لنفسه مكانة مرموقة بقراراته الجريئة في الملاعب الإسبانية والدولية.
ولد ريكاردو في السادس عشر من مارس عام 1986، ليترعرع في كنف عائلة لها تاريخ عميق في التحكيم، فوالده، إرنستو دي بورجوس نونيز، كان حكمًا في دوري الدرجة الأولى بين عامي 1976 و1982، تاركًا بصمة واضحة قبل أن يتوقف عن التحكيم بسبب خلافات مع رئيس لجنة الحكام آنذاك. وقد أدار إرنستو مباريات كبرى، أبرزها كلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد في عام 1977.
حمل ريكاردو الراية بعد والده، وبدأ مسيرته التحكيمية في دوري الدرجة الثانية، حيث أدار 88 مباراة على مدار أربعة مواسم، قبل أن يحقق الصعود إلى دوري الأضواء في عام 2015. لم يكد يمر عامان على صعوده حتى أثبت جدارته في إدارة المباريات الكبرى، إذ أدار ديربي مدريد بين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد، ومباراة حاسمة بين ملقا وريال مدريد في ختام موسم 2016-2017. إلا أن اللحظة التي طبعت مسيرته التحكيمية بجدل واسع كانت في الثالث عشر من أغسطس 2017، عندما أدار مباراة ذهاب كأس السوبر الإسباني بين برشلونة وريال مدريد على ملعب كامب نو، حيث أثار قراره بطرد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو ضجة كبيرة، الأمر الذي أدى إلى إيقاف اللاعب لخمس مباريات بعد دفعه للحكم.
لم تقتصر مسؤوليات ريكاردو على الملاعب المحلية، ففي الأول من يناير عام 2018، أصبح حكمًا دوليًا، ليواصل مسيرته في المحافل الأوروبية بعد مشاركته في برنامج UEFA CORE للحكام الشباب.
بجانب مهنته كحكم، يمارس ريكاردو مهنة أخرى بعيدًا عن ضغوط الملاعب، فهو طبيب أسنان. وعلى الرغم من أن عمله الأساسي مرتبط بالتحكيم، إلا أن حياته الشخصية ومهنته الأخرى تظهر جوانب مختلفة من شخصيته، بعيدًا عن الصافرة والقرارات المصيرية.
وفي آخر فصول مسيرته، أدار ريكاردو نهائي كأس ملك إسبانيا 2025 بين الغريمين التقليديين برشلونة وريال مدريد، وقبل هذه المباراة المهمة، أدلى بتصريحات أشار فيها إلى تأثير تصرفات بعض المشجعين عليه شخصيًا، ما يكشف عن التحديات النفسية التي يواجهها الحكام.
ويحمل تاريخ عائلة الحكم الباسكي أحداثًا بارزة، فعمّه، فرانسيسكو دي بورجوس نونيز، وهو عريف سابق في الحرس المدني، ارتبط اسمه بمحاولة الانقلاب في إسبانيا عام 1981، وقد اشتهر بلقب «رأس الأنوراك» بسبب معطفه العسكري، وعلى الرغم من مشاركته في اقتحام مجلس النواب، فإنه لم يُدان قانونيًا بتلك الأحداث، وعلى الرغم من هذه الأحداث التي طالت عائلته، استمر ريكاردو في شق طريقه، مؤكدًا أن مهنة التحكيم هي شغفه الأول، وقد أدار أحدث مبارياته الكلاسيكية في موسم 2022-2023 بين برشلونة وريال مدريد في الجولة السادسة والعشرين من الدوري الإسباني، ليستمر في كتابة فصل جديد من تاريخ التحكيم في إسبانيا، متسلحًا بخبرة متراكمة وشجاعة في اتخاذ القرارات.