تركي السهلي
اتحاد بخيل
2025-08-18
استأثر الاتحاد السعودي لكرة القدم بعوائد بطولة كأس السوبر في هونج كونج. والمُعلن عن الجوائز للفرق الأربعة يقف عند حد الثمانية ملايين ريال، سيحصل البطل على نصفها. والملعب الذي سيحتضن المباريات الثلاث يتسع لـ 40 ألف متفرج. ومع الإقبال، فإن الحضور الجماهيري سيصل إلى 120 ألف مُتفرّج في ثلاثة أيّام. وبالأمس، أعلن إبراهيم القبّاع الأمين العام المُساعد في الاتحاد السعودي، عن بلوغ البطولة لدخل «استثنائي» لم يتحقق في السنوات الماضية، دون أن يُفصح عن قيمة العائد من التنظيم، وتأكيده أن الأندية لن تحصل على شيء. واتحاد الكُرة أبرم العقود، وهو يمتلك ثمانية رُعاة لمسابقته، ولا يُشارك الأندية ولا اللاعبين توزيع الأموال، وينفصل تمامًا عن الشراكة التجارية مع الأندية على اعتبار مداخيلها من برامج الدعم أو عملياتها الخاصّة.
وفي بعض بطولات السوبر الأوروبية وغيرها يمنح المسوّق والمالك للبطولة نحو 20% وتكون العملية مُشتركة بين أهل اللعبة وأهل المال. وبالنظر للعائد من البطولة «الاستثنائي»، وحجم رواتب إجمالي اللاعبين الذي يبلغ 1.38 مليار دولار، فإن مبلغًا أكثر بقليل من مليوني دولار كقيمة للجوائز التي يوزعها الاتحاد السعودي لكرة القدم رقم ضئيل جدًا، ولا يوازي الحجم الضخم للأندية المُشاركة.
وحديث القبّاع في مؤتمره الصحافي أمس لم يكن جيّدًا، وهو استفزاز واضح للأندية، وغموض جديد من الاتحاد حول جني الأموال من وراء الأندية ونجومها العالميين، وهو أعطى انطباعًا عن «اتحاد بخيل» يبلغ إجمالي إيراداته أكثر من 1.5 مليار ريال سعودي وفائض يزيد عن 10 % من الإيراد عن عامه المالي الذي انتهى في 20 يونيو 2024.
وبالنظر لعمليات الأندية التعاقدية، فإن نادٍ كالقادسيّة، وفي حال فاز بكأس السوبر، فإنّه سيحصل على مليون ومائة ألف دولار، وهو الذي أبرم صفقات بلغت نحو 116 مليون يورو من بينها ماتيو ريتجي هدّاف الدوري الإيطالي عن الموسم الماضي. ويمكن القياس في ذلك على القيم السوقية لكينجسلي كومان أو جواو فيلكش، ناهيك عن كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما. لقد اكتنز الاتحاد السعودي بما يكفي وحان وقت الصرف.