|




ويمبلدون.. كيف بدأت وما تقاليدها؟

/media/article/2025/07/13/img/4740189227.png
القاهرة ـ أحمد مختار 2025.07.13 | 03:04 pm

تتربع بطولة ويمبلدون، التي يلعب نهائيها للرجال الإسباني كارلوس ألكاراس، المصنف ثانيًا عالميًا، والإيطالي يانيك سينر الأول، الأحد، على عرش التنس العالمي، كأعرق وأقدم بطولاته، منذ انطلاقها عام 1877 في قلب نادي عموم إنجلترا للتنس والكروكية بمنطقة ويمبلدون الساحرة في لندن.
على مدى أسبوعين، من أواخر يونيو إلى منتصف يوليو سنويًا، تتحول هذه البقعة الخضراء إلى مسرح عالمي يجمع عشاق اللعبة في احتفالية رياضية لا تُضاهى.
من بين بطولات الجراند سلام الأربع، تظل ويمبلدون الوحيدة، التي تحتضن ملاعبها العشبية، مانحةً إياها لقب «التنس على العشب».
بينما تجرى بطولات أمريكا وأستراليا المفتوحة على الملاعب الصلبة، ورولان جاروس على التراب الأحمر، يبقى العشب الأخضر لويمبلدون رمزًا للأناقة والتاريخ.
تأسس نادي عموم إنجلترا عام 1868، ومع إضافة التنس إلى أنشطته في 1876، كانت ولادة ويمبلدون بعد عام واحد فقط، مدفوعةً بشغف لندن المتزايد بهذه الرياضة.
في 1877، توّج سبنسر جور بلقب البطولة الأولى، بعد مباراةٍ تاريخية ضد ويليام مارشال، حيث حصل على «كأس التحدي الفضي»، الذي تبرعت به مجلة «ذا فيلد» الرياضية، بقيمة 25 جنيهًا إسترلينيًا آنذاك.
هذا التقليد ما زال حيًا، إذ يُكرَّم أبطال فردي الرجال بكأس فضية، بينما تُتوَّج بطلات السيدات بـ«طبق فينوس روز ووتر»، الذي استُحدث عام 1886، ليصبح رمزًا احتفاليًا يتجول مع الفائزة وسط تصفيق الجماهير.
ويمبلدون ليست مجرد بطولة، بل تجربة ثقافية، من أبرز تقاليدها إلزام اللاعبين بارتداء الزي الأبيض الناصع، وهو تقليد يعود إلى القرن التاسع عشر.
في تلك الحقبة، كان الأبيض رمزًا للطبقة الوسطى في بريطانيا، يُخفي بقع العرق، التي كانت تُعد غير لائقة.
ومع إقامة البطولة صيفًا، أصبح الأبيض خيارًا عمليًا لتجنب الحرارة، ليصير مع الزمن الزي الرسمي، الذي يميز ويمبلدون عن غيرها، مضفيًا عليها طابعًا من النقاء والرقي.
لا تكتمل تجربة ويمبلدون دون طبق الفراولة بالكريمة، وجبةٌ أيقونية ارتبطت بالبطولة منذ انطلاقتها.
هذا التقليد، الذي يعود أصله إلى الكاردينال توماس وولسي، تزامن مع موسم حصاد الفراولة في إنجلترا، ما جعله الرفيق المثالي لأجواء الصيف.
خلال الأسبوعين، يتلذذ الجمهور بنحو 28 ألف كيلوجرام من الفراولة مغطاة بـ 7 آلاف لتر من الكريمة، في مشهدٍ يعكس روح الضيافة البريطانية الأصيلة.
على عكس البطولات الأخرى، تتميز ويمبلدون بقلة الإعلانات، ما يحافظ على جمالية ملاعبها. الشراكة مع علامات، مثل «روليكس»، والساعة الرسمية للبطولة، تعكس قيم العراقة والدقة.
إدارة ويمبلدون تختار بعناية رعاتها، مثل «باركليز»، و«آي بي إم»، لتحافظ على طابعها الراقي، بعيدًا عن الإعلانات المبهرجة، مانحةً المتفرجين تجربةً بصرية نقية.
ويمبلدون ليست مجرد بطولة، بل احتفالية بالتاريخ والأناقة والتقاليد، حيث يلتقي العشب الأخضر بالكرة البيضاء، والفراولة بالكريمة، ليخلقوا معًا لوحةً رياضية خالدة.