|




خالد الربيعان
وهج الهلال
2025-07-07
لم يكن حضور نادي الهلال في كأس العالم للأندية مجرّد مشاركةٍ رياضيةٍ عابرةٍ، بل كان حدثًا فارقًا، أعاد تعريف القوة الإعلامية والاستثمارية للأندية السعودية على الساحة العالمية. في زمن تحوَّلت فيه المنافسات الكبرى إلى منصاتٍ تسويقيةٍ واستثماريةٍ، لمعَ اسم الهلال بوهجٍ إعلامي، لم يقتصر فقط على المستطيل الأخضر، بل وتمدَّد أيضًا إلى الشاشات، والمعلنين، وشركات الرعاية، وحتى تطبيقات التواصل الاجتماعي.

عندما واجه الهلال نادي ريال مدريد في نهائي كأس العالم للأندية، تحوَّل اسم الهلال إلى «ترند» عالمي. أكثر من 1.8 مليار انطباعٍ رقمي «Digital Impressions» سُجِّلت خلال أسبوع البطولة، وارتفعت معدلات البحث عن «الهلال» على Google بنسبة تجاوزت 300% في دولٍ مثل البرازيل وإسبانيا والهند، ولم يكن ذلك محض صدفةٍ، بل نتيجة تخطيطٍ طويل الأمد لبناء هويةٍ إعلاميةٍ عالميةٍ، بدأت من التوسع الرقمي، ومرَّت عبر استقطاب لاعبين ذوي صيتٍ دولي، وانتهت بحضورٍ مشرِّفٍ على أكبر منصات كرة القدم.

أما فوز الهلال على مانشستر سيتي، فلم يكن مجرّد انتصارٍ في مباراةٍ، بل كان بيانًا عالميًّا جديدًا بأن ناديًا من الشرق الأوسط قادرٌ على هزيمة بطل أوروبا والعالم، ليس فقط على العشب، بل وفي ميدان التأثير الإعلامي والاقتصادي أيضًا.

هذا الفوز أحدث هزةً إعلاميةً دوليةً، وارتفعت الإشارات الإعلامية «Media Mentions» إلى الهلال بأكثر من 700% في اليوم التالي، وتصدَّر الوسوم «الهاشتاقات» في أكثر من 12 دولةً، وفتح شهية المحللين والمستثمرين للحديث عن «الهلال كظاهرةٍ كرويةٍ واستثماريةٍ صاعدةٍ».

لكنْ ما قيمة هذا الوهج؟ الاستثمار الرياضي اليوم لا يُقاس فقط بالألقاب، بل أيضًا بعدد المتابعين، وعدد القمصان المبيعة، وحجم العوائد من الرعايات الإعلانية. تشير التقديرات إلى أن مشاركة الهلال في كأس العالم للأندية ضاعفت من قيمة علامته التجارية بنسبة تتراوح بين 35% و50%، وفقًا للتقارير العالمية المتداولة، وجعلته أكثر جاذبيةً لرعاةٍ عالميين، يبحثون عن جماهيريةٍ، تمتدُّ من الرياض إلى إسبانيا وإنجلترا.

بعض الشركات التي دخلت على خط الرعاية بعد البطولة، كانت تسعى للوصول إلى الأسواق الخليجية عبر منصةٍ رياضيةٍ ذات طابع عالمي. الهلال مثّل هذا الجسر.

الهلال اليوم لا يمثل مجرد نادٍ، بل يُعدُّ أحد أذرع «القوة الناعمة» السعودية في مجال الرياضة، ومحورًا مهمًّا في رؤية السعودية 2030، التي تستهدف تحويل الرياضة من نشاط ترفيهي إلى صناعة تدر دخلًا وتعزز مكانة المملكة عالميًّا.

الهلال في كأس العالم كان نموذجًا على أن الإعلام الرياضي الذكي يمكن أن يصنع استثمارًا فعليًّا، وأن النادي الذي يفهم قيمة الصورة والحدث والتفاعل الرقمي، يمكنه أن ينافس ليس فقط على الألقاب، بل على العوائد أيضًا.