إيزي.. طُرد من أرسنال وكتب التاريخ في ويمبلي

في شوارع جرينيتش في جنوب شرقي لندن، حيث يتوحد توقيت العالم، ولد إيبريشي إيزي، الفتى الذي تحدى المستحيل، ليصبح اليوم الجوهرة المتلألئة في تاج كريستال بالاس.
السبت، كتب هذا الفتى الأسمر تاريخًا في حياة بالاس، بعد أن أزاح الرماد عن جسد النادي اللندني، الذي ظل حبيسه طيلة 120 عامًا.
على ملعب ويمبلي الشهير، كسر بالاس عقدة النهائي، الذي خسره مرتين، الأولى 0ـ1 في مباراة إعادة ضد مانشستر يونايتد عام 1990، بعد تعادلهما 3ـ3، والثانية أمام يونايتد أيضًا 1ـ2 عام 2016، بفضل إيزي الذي زلزل السيتي.
إيزي، المولود في 29 يونيو 1998 لأبوين نيجيريين هاجرا بحثًا عن الأمل، لم يكن مجرد طفل يركل الكرة، بل كان مقاتلًا يحمل حلمًا أكبر من الفقر، الذي أحاط به.
حياته الخاصة، المليئة بالدراما والتحديات، هي قصة أشبه بفيلم سينمائي، حيث البطل يصنع مصيره بنفسه.
في طفولته، كان إيزي، الذي يحمل الهوية الإنجليزية، يراقب والديه وهما يكدان ليل نهار لتوفير لقمة العيش.
هذا الدافع أشعل نارًا في قلبه، جعلته يهرب إلى الملعب الصغير خلف البنايات، حيث صقل مهاراته تحت المطر اللندني البارد.
في سن الـ 13، تلقى إيزي ضربة قاسية عندما استبعده أرسنال، حلمه الأول، تبع ذلك رفض من فولهام وميلوول.. «شعرت أنني لا أستحق شيئًا. كنت أبكي في غرفتي، لكنني لم أستسلم»، يروي إيزي بصوت يحمل جروح تلك الأيام.
في سن الـ 18، لفت إيزي أنظار كشافي كوينز بارك رينجرز. هناك، لكن اللحظة التي غيرت كل شيء جاءت في 2020، عندما وقّع مع كريستال بالاس، نادي جنوب لندن، الذي يمثل جذوره. «كنت أرتجف وأنا أوقّع العقد.. شعرت أنني أحقق حلم طفولتي».
مع بالاس، لعب متوسط الميدان في موسم الذهب 41 مباراة، صنع 11 وهز الشبك 13 مرة.
إيزي بكل اختصار، فتى أتى من جرينيتش، وكتب التاريخ في ويمبلي، وهذا يكفي.